ذكر اسم روما بين الجماهير العربية أصبح يقترن دائماً باسم المهاجم المصري محمد صلاح، الذئاب أصبحوا ذئب واحد في نظر عشاق كرة القدم الأوروبية من الوطن العربي فلا يمكن الحديث عن أي شيء يخص روما دون التطرق إلى المهاجم المصري الموهوب.
وحينما يتواجه روما وبرشلونة فإن أنظار وسائل الاعلام الرياضية حول العالم ستسلط الضوء على لقاء القمة، بينما سيبرز بالنسبة لنا لقاء ومواجهة أخرى تتمثل في محمد صلاح ضد كتيبة لويس إنريكي.
وربما يتساءل معظم المتابعين، هل بإمكان صلاح حقاً التألق ضد برشلونة غداً في الأوليمبيكو؟
الإجابة على سؤال كهذا تحتمل عدة أوجه وبحاجة لتحليل أكثر عمقاً، في حال جردنا المباراة من أية عوامل ونظرنا إلى مهارات محمد صلاح فالجواب سيكون نعم إلى حدٍ ما، صلاح يمتلك جميع المقومات التي تجعله يتألق ضد أي فريق في العالم مهما بلغ حجم قوته.
في الوقت ذاته هناك عامل آخر يساعد صلاح على البروز ضد برشلونة والمتمثل في التقاء نقاط قوته مع نقاط ضعف دفاع برشلونة في الوقت الحالي، كما يعتبر أسلوب روما المفترض اتباعه ضد كتيبة إنريكي قادراً على منح صلاح حرية أكبر للتميز والتألق.
الفرق التي تواجه برشلونة تلجأ دائماً للدفاع وتأمين مناطقها ومحاولة الخروج بأقل الخسائر، في ذات الوقت تحاول الفرق الجريئة تطبيق أسلوب الهجمة المرتدة بأقصر الطرق وأقل عدد من التمريرات مستخدمين مهارة لاعبين بالانطلاق او تمرير الكرة بشكل طولي.
أسلوب الهجمة المرتدة والسريعة تناسب إمكانات صلاح الذي يحب امتلاك المساحات أثناء مواجهته للمدافعين، كما يستطيع الانطلاق بالكرة بأقصى سرعة نحو مرمى المنافس المندفع نحو مرمى فريقه، صلاح ماهر جداً في استغلال المساحات وروما مضطر للاعتماد على هذا الأسلوب ضد برشلونة.
في الوقت ذاته نجد أن برشلونة يترنح في بداية الموسم الحالي من الناحية الدفاعية، صحيح أنه تلقى هدف واحد في شباكه بالليجا، لكن من الواضح أن عيوب الانفتاح الدفاعي وغياب المساندة من لاعبي خط الوسط للخط الخلفي والتقدم المبالغ به نحو الهجوم مع سوء تفاهم بين قلبي الدفاع،من الواضح أن جميع هذه المشاكل عادت إلى الواجهة مجدداً.
الفرق التي تستطيع بناء الهجمة المرتدة بشكل فعال خلقت العديد من المشاكل في الماضي لبرشلونة ومن المرجح أن تعود ذات المشاكل في حال أحسن صلاح استغلال المساحات والفراغات في الخط الخلفي للبرسا.
إذاً الأمر سهل جداً ضد برشلونة!
ذكر إيجابيات صلاح وعيوب برشلونة لا يعني أن تطبيق ذلك سهل على أرض الواقع، البرسا أساساً يجعل أي فريق متوتر عندما يواجهه ويقلص كثيراً من قدرات لاعبيه بحرمانهم من الكرة والسيطرة على خط الوسط مما يجعل المنافس محبط نفسياً معظم فترات اللقاء.
نقطة أخرى، قوة هجوم برشلونة وتواجد الثلاثي المرعب في خط المقدمة سيجعل رودي جارسيا مضطراً لإجبار لاعبي خط الهجوم والوسط على مساندة خط الدفاع، أي أن صلاح ستناط به مهام دفاعية بحتة ومرهقة. هذه المهام ربما ستحد كثيراً من خطورته في الانطلاقات نحو مرمى تير شتيجن كون المهاجم المصري لا يملك المقومات البدنية التي تمكنه من أداء الدورين بشكل فعال واتضح ذلك مع تشيلسي.